أولا: رؤية المشروع
1/ ردّ الاعتبار والثقة في المرجعية الإسلامية الجزائرية، والحدّ من ظاهرة استيراد المرجعية من الخارج.
2/ الإسهام في التفاف المجتمع حول علمائه الجزائريين، وزرع الثقة والاطمئنان فيهم.
3/ الإسهام في توحيد المجتمع الجزائري على الأصول والمشتركات، والحدّ من الفرقة، والحيلولة دون نشوء أو تعمّق ظاهرة الطوائف الخطيرة على وحدة وأمن البلاد.
ثانيا: أهداف الهيئة
1. المشاركة في تأسيس الإتاء المجمعي، بالتعاون والتكامل مع مؤسّسات الإفتاء الرسمية، والجهود العلمية الفردية والجماعية النابعة من المجتمع المدني.
2. تقديم نموذج مقنع من الفتوى الجماعية، العلمية، المؤصّلة، الـمتّزنة.
3. الإسهام في حلّ المعضلات والمشكلات التي تعرقل سير التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
ثالثا: مبادئ عمل الهيئة
1. الاستقلالية:
* الاستقلالية العلمية:
الهيئة حرّة مستقلّة فيما تُدلي به من فتاوي وآراء علمية.
* الاستقلالية السياسية:
الهيئة ليست تابعة لأيّ جهة سياسية، فهي تركّز على العمل العلمي الصّرف، بعيدا عن التحزبات والتجاذبات السياسية، وقد تدلي بالرأي فيما له تعلّق بالشّرع من الشأن العام، لكن في حدود آراء الأعضاء، والمبادئ العامّة لمؤسّسة الأصالة.
* الاستقلالية المالية:
لا تتلقّى الهيئة دعمًا ماليًا من أيّ جهة، ما عدا بعض المكافآت الرمزية من مؤسّسة الأصالة مقابل الجهود العلمية التي يبذلها العلماء أعضاء الهيئة في بحوثهم ودراساتهم.
2. الاهتمام بقضايا العموم الملحّة، وخاصة المعاصرة:
تنصِبُ الهيئة جهدَها واهتمامَها على القضايا الشّرعية (العقدية والفكرية والعملية …) التي تهمّ المجتمع الجزائري، وتُعنى أساسا بالنوازل المعاصرة.
3. القبول بالتنوّع المشروع:
أ/ فيما بين أعضائها.
فلا يضيق الأعضاء ذرعا بتنوّعهم واختلافهم؛ لأنّ التنوّع ثراء، ولأَنْ نرى المسألة من أكثر من منزع اجتهادي، خيرٌ من أن نراها من منزع واحد.
ب/ فيما بينها وبين الهيئات المختلفة.
تؤكّد هيئتنا أنّها تؤدّي دورًا تكاملياً مع مؤسسات الدولة والمجتمع، وليست بديلاً، ولا وجهًا مضادًّا لأيّ هيئة أخرى، كما أنّها لا تحتكر النظر الشرعي، بل ترحّب بالتنوع والاختلاف المشروع، كما أنها ليست متفرغة لردّات الفعل، بل تعمل وفق رؤية وبرنامج مسطّر سلفا.
ت/ الشورى والتوافق:
هيئتنا هيئةٌ جماعية، فلا يصدر عنها إلاّ قرار جماعي بعد المداولات والنقاش العلمي، ونحرص أن يكون الرأي متّزنًا يجمع بين كافة مناحي النظر المتنوّعة التي يطرحها المشايخ ما دام ذلك ممكنا، فإن لم يمكن نحكّم التصويت ورأي الأغلبية.
ث/ أدب الخلاف وأسلوب الحوار والنقاش العلمي الهادئ:
هيئتنا هيئةٌ علمائية، والعلماء الضّالعون والربانيون أرحب النّاس صدرًا للخلاف، وآدَبُ الناس قولاً وعملاً، وألزمهم بأبجديات الحوار العلمي الهادئ.
فلا تستعمل الهيئة إلاّ اللّغة العلمية والمنهجية الهادئة، وتبتعد عن كلّ أسلوب للتجريح والإزراء بالأشخاص والمؤسّسات.
ج/ بيان الحكم الشرعي بيانا فصيحا صريحا مدللا، وفق مقتضيات الحكمة:
مقامنا مقام الوارثين للنّبوة، الموقّعين عن الله تعالى، فمع الأدب، والتزام أسلوب الحوار، وهداوة النقاش، واحترام التنوّع، وعدم احتكار الحقّ؛ مع كلّ ذلك؛ نبيّن الصواب الذي نقاربُه، أو الحقّ الذي لا نشك فيه؛ بيانًا فصيحًا صريحًا، كما عهد الله تعالى ذلك للعلماء فقال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ (آل عمران: 187). وذلك بالأسلوب والطريقة التي تقتضيها الحكمة.
رابعا: معالم الرأي والفتوى المنشودة
1. منهج أهل السنة والجماعة:
نلتزم بكتاب الله تعالى، وبالسنة عقيدةً، وفقهًا، وسلوكًا، بمشاربها المتنوّعة، وما دخل على بعض الطوائف من مجانبة السُنّة نبيّنه بقدر ما يفرض علينا الواقع ذلك، ولا نستدعي جدل التاريخ في الحاضر لمجرّد التّرف بغير مسوّغ ملحّ، وأولى ما تحتاجه الأمة في عقيدتها إنّما هو تفعيلها في النفوس؛ لتصبح سلوكاً حيًّا في الواقع، ومؤثِّراً في الاستنهاض الحضاري.
وندخل فيما دخلت فيه جماعة الأمّة بالرضا والشورى، وندع الدخول فيما لم تدخل فيه جماعة الأمّة بالرضا والشورى.
2. المذهب المالكي مع مشروعية الاجتهاد الجماعي:
التعويل على المدرسة المالكية باعتبارها المرجعية الفقهية المتبعة في ديارنا، ويسعنا النظر في بعض القضايا نظرًا اجتهاديًا جماعيًا ينهل من المذاهب المعتبرة، ومن الملكة الاجتهادية للسادة العلماء أعضاء الهيئة.
3. التأصيل العلمي المعمّق والمتين:
أي بناء الفتوى والرأي الجماعي على أقوى ما يستند عليه من الأصول الشرعية: نصوص الكتاب والسنة، أصول الفقه واللغة العربية، قواعد الفقه، مقاصد الشّريعة، أقوال السلف ومذاهب الأئمة، وقراءة المسألة بعد اعتبارات:
*القراءة الفقهية بمصادر المالكية وتخريجاتها.
*القراءة الفقهية المقارنة.
*القراءة الأصولية.
*القراءة المقاصدية.
*القراءة المجمعية.
4. المعرفة بالواقع وبمعطيات علوم الإنسان والطبيعة:
وعلى هذا الأساس لا نستغني عن إشراك الخبراء من مختلف التخصصات في القضايا التي تستدعي ذلك. فإنّ تسعة أعشار النظر الفقهي في تحقيق المناط كما ذكر الغزالي، وتحقيق المناط ليس اختصاصًا فقهيًا متمحّضًا، بل يشرك الفقهاءَ فيه، وربما كانوا أحقَّ به منهم: أهلُ الخبرة والمعرفة بحقيقة الواقعة، وصورتها، وصفتها، وكيفيتها، وملابساتها، ومتعلّقاتها، والفتوى إنّما ينبني شطرها على ذلك.
5. الأعراف والخصوصيات الجزائرية:
طبائع الجزائريين، وعاداتهم، ومكتسباتهم، هي مناط لكلّ تحقيق.
6. النظر المقاصدي المنضبط:
فإنّ مقاصد الشريعة هي روحها المنسلكة في أحكامها ونصوصها، وقد كان الصحابة -كما قال ابن القيم رحمه الله-: يدندنون حول معرفة مراد الله ومقصوده، ولا نعني بالنظر المقاصدي إلاّ ما كان عليه علماء الأمة الراسخون، بدءًا من الصحابة، ثم الأئمة وعلى رأسهم إمام دار الهجرة، وما يحويه مذهبه من أصول وذخائر مقصدية زاخرة، وما سار عليه أئمة الشريعة حتى انتهى الأمر إلى ما أصّله مفخرة المذهب الإمام الشاطبي، ثم تبعه الإمام الطاهر بن عاشور، ولا يزال علماؤنا يسيرون على ذلك المهيع دراسة، وتحليلا، وتبويبا، وترتيبا، وتطويرا.
7. الجمع لا التفريق:
تضع الهيئة نصب عينها مبدأ عدم التفريق بين مشارب الجزائريين، وعدم الإقصاء لأيّ مدرسة لها حظّها المعتبر من الصواب والمشروعية، اللهمّ إلاّ بقدر بيان الخطأ من الصواب بالحكمة والموعظة الحسنة.
8. التعاون والتكامل:
تسعى للتعاون مع كل المراكز العلمية، والهيئات الإفتائية والبحثية فيما يخدم الاجتهاد والفتوى.
9. التوسط والرفق والتماس الحلول بعيدا عن الحيل:
على ما ذكره أئمتنا من أنّ: (المفتي البالغ ذروة الدرجة هو الذي يحمل الناس على المعهود الوسط فيما يليق بالجمهور؛ فلا يذهب بهم مذهب الشدة، ولا يميل بهم إلى طرف الانحلال … [فإنّ] مقصد الشّارع من المكلّف الحمل على التوسّط من غير إفراط ولا تفريط … ولذلك كان ما خرج عن المذهب الوسط مذموما عند العلماء الراسخين). فلا ننتهج أسلوب التضييق فيما تدعو إليه الضرورات، وتعمّ إليه الحاجات، وتشتدّ به البلوى، ولا أسلوب الانحلال والتلفيق وتتبّع التراخيص وتمييع التديُّن، ونحرص أن نقدّم فيما لا نرى جوازه ومشروعيته؛ البدائل الشرعية، والحلول الواقعية الممكنة.
أعضاء الهيئة:
الشيخ لخضر الزاوي. //أ.سمير كيجاور// د.محمد هندو // أد. عبد الحق حميش // د.عبد العزيز بن سايب. //أد.عبد القادر جدي // أ.محمد سكحال// أد.مختار حمحامي// أد. يونس صوالحي //د. شهر الدين قالة // أد. أم نائل بركاني // أد. نصيرة دهينة