المداخلة الثالثة: القيم النفسية والفكرية المرافقة للحراك الشعبي. د. عبد العزيز بن سايب. المداخلة الرابعة: الآفاق المستقبلية للحراك الشعبي. أد. عبد القادر جدّي.
ملخص الندوة:
استهلّ البروفسور عبد الحق حميش الندوة بمداخلته القيمة حول الأصول والمبادئ القاضية بمشروعية الحراك الشعبي المبارك، والتي تتمحور حول حقّ الشعوب في التعبير عن رأيها وموقفها من شؤون السياسة والحكم في بلادها، إيجابا وسلبا، وحقها في اختيار من يحكمها وفي عزله بإرادتها الحرة والسيدة، وهذا الحق راسخ في التاريخ منذ القديم، ولكن أشكال ممارسته تختلف من بلد لآخر، ومن زمان لآخر.
ثمّ ثنّى الأستاذ بذكر أدلة جواز المظاهرات السلمية من الكتاب والسنة والقواعد الشرعية والتاريخ الإسلامي، ولكونها من شؤون الحياة المدنية التي الأصل فيها الإباحة، كما أنها وسيلة فاعلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أمّا ما يتحجّج به البعض من أنّ مآلات المظاهرات فاسدة، ومؤدّية لسفك الدّماء وشيوع الفوضى، فوضّح الأستاذ أنّ ذلك المآل ليس حتميًا، ولا قاعدةً مطّردةً، ولا غالبة، بدليل أنّ الحراك الشّعبي الجزائري كشف عن مستوى راقٍ من التحضّر والسّلمية وتجنّب العنف والصّدام، فلا يصحّ منع المظاهرات لأجل هذه الذّريعة منعًا مطلقًا.
أمّا المداخلة الثانية، التي قدّمها الشيخ سمير كيجاور، والدكتور محمّد هندو؛ فكانت في الجواب على الشبهات المثارة حول مشروعية الحراك الشعبي، ومنها ادّعاؤهم أنّه:
* لا يهمّ وجود رئيس إنّما يهمّ وجود القانون.
* أنّ الحراك لا يراد به إعلاء كلمة الله تعالى.
* أنّ أصل المصائب في العالم ذنوب الناس جزماً.
* أنّه كما تكونوا يُولّى عليكم.
* أنّ الحراك محرّم لوجود الاختلاط مع النساء.
* أنّ مآل الحراك إلى الفوضى والعنف.
* أنّ الحراك الشعبي فتنة.
* أنّ المظاهرات بدعة، وتشبه بالكفار.
* وغير ذلك من الشبهات المردودة.
أمّا المحاضرة الثالثة، وهي للدكتور عبد العزيز بن سايب، تمحورت حول «القيم النفسية والفكرية المطلوب أن تكون مرافقة للحراك الشعبي»، ومنها: وضوح الهدف والغاية، السلمية التامة قولا وفعلا وتجنب جميع أشكال العنف، وحدة الوطن، ووحدة الشعب، ووحدة مؤسسات الدولة، فقه التدرج والمرحلية، عدم حرق المراحل والشخصيات والأوراق دفعة واحدة، المحافظة على العديد من الهوامش تحسّبا لظروف غير متوقّعة، مرافقة النخبة القيادية مع ضرورة الشورى والوحدة، تقديم الأكفاء والتجرد من الشخصنة، تغليب جانب التآلف. وغير ذلك من القيم. وجاءت المحاضرة الختامية في تأصيل خصائص الحراك الشعبي، ومآلاته، ومخرجاته، وقد أبدع فيها أيضا البروفسور عبد القادر جدّي، وتحدّث عن كون الحراك وطنيا لا جهويا، وكل شرائح المجتمع معنية به، وشرح المسارات المحتملة للحراك: بين المسار الدستوري الطبيعي، والمسار السياسي التأسيسي. وخلص إلى المخرجات التي ينبغي أن يتوصّل إليها الحراك وهي: قيام الشورى، انهدام أركان الفساد، حل المعضلة السياسية.
واختتمت الندوة بمناقشات ثرية مع الحاضرين والمشاركين.
إصدار الندوة:
توجت الندوة بإصدار قيم ونفيس في هذا الموضوع، والمعنون بــ:
(عناقيد الآراك في النصح للحراك). وللتعرّف على الإصدار انظر الرابط الآتي: