كلمة للأمة حول معركة طوفان الأقصى

You are currently viewing كلمة للأمة حول معركة طوفان الأقصى

كلمة للأمة حول معركة طوفان الأقصى

بيان حول الأحداث في فلسطين


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39]
على إثر معركة (طوفان الأقصى المظفرة التي اندلعت يوم السابع من أكتوبر الجاري في فلسطين، وعلى إثر ما استتبعته من الأحداث الجسيمة؛ فإننا في مؤسسة الأصالة للدراسات والاستشارات الإسلامية، نسجل المواقف الآتية:
أولاً: الإشادة بالإنجاز التاريخي الكبير، والنصر المظفر وغير المسبوق، الذي حققته فصائل الجهاد المبارك في غزة، في معركة (طوفان الأقصى)، وذلك بإلحاق الخسائر العسكرية البشرية والمادية والمعلوماتية الفادحة بالعدو الصهيوني في عقر ثكناته ومقراته العسكرية، ردا على سياساته العدوانية والعنجهية المتكررة ناهيك بالآثار المعنوية البالغة التي هزت الكيان الصهيوني في عمق كينونته، وزرعت الشك حول استمرار وجوده الغاصب، ما يعد تحولاً استراتيجيا ونوعيًا في مسار المقاومة، وفتيلاً جديدًا نحو التحرير الكامل والشامل بحول الله تعالى، لأرض فلسطين المغتصبة.
ثانيا: إدانة آلة القتل الوحشي للنساء والأطفال، والتدمير العشوائي والجبان للبيوت والمستشفيات والبني التحتية والتي تحاول عبثا حجب الهزيمة العسكرية الساحقة التي لحقت بالعدو، وتغطية فشله الذريع في توقع ومواجهة عمليات الجهاد المبارك، وندعو المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى توثيقها، والسعي الدولي في محاسبة المسؤولين عليها.
ثالثا: دعوة الشعوب العربية والإسلامية، لا سيما في دول الطوق، وفي الداخل الفلسطيني، إلى الانتفاضة الشعبية العارمة، تأييدا لموقف المقاومة، ودعما لها بكل ما تستطيع.
رابعا: نذكر الدول المطبعة مع الكيان الغاصب بواجبها الشرعي في قطع كل أشكال العلاقة مع هذا العدو وبأن معاهدات الاستسلام والتطبيع لا قيمة لها شرعًا، إذ ليس لعدو غاصب ومعتد عهد ولا أمان، وأن عليهم وبقية دول المسلمين أن يبذلوا واجب الولاء والنصرة لإخوانهم في الدين، لقوله تعالى: (وَإِن اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) [الأنفال: (72)، ثم قال سبحانه: (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) (الأنفال: (73)، وذلك من خلال تفعيل الإمكانات العسكرية والسياسية والاقتصادية والشعبية الهائلة التي تمتلكها بلداننا، لصالح هذا الجهاد المبارك.
خامسا: واجب الوقت على الدول والشعوب هو منع جريمة الإبادة والتطهير العرقي، وجريمة التهجير القسري لأهلنا في غزة، وجريمة تصفية المقاومة، التي شرع العدو الصهيوني في تنفيذها. وإن التقاعس والتخاذل في نصرة إخواننا المجاهدين في فلسطين، وتركهم لمواجهة مصيرهم بمفردهم ؛ يُعد شراكة في العدوان والجريمة، وهو القتل بالترك عند فقهاء الشريعة، وفقهاء القانون، بل قد يصل هذا التخاذل إلى الخروج عن عقيدة الإسلام في موالاة أهل الإيمان، والبراءة من أهل الكفر والعدوان، قال النبي :(المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله) [مسلم: 2564].
سادسا: إن العدو وحلفاءه الذين أعلنوا له التأييد والمساندة بالجند، والسلاح والمال والمعلومات والترسانة الإعلامية في سلة واحدة من حيث الموقف الواجب، فإنّ الداخل في حِلْفٍ له حكمه.
سابعا: نستنكر سكوت الساكتين، وحياد المحايدين ومن يسوون بين الظالم والمظلوم، والغاصب والمغصوب منه، في هذه القضية التاريخية العادلة التي لا غبش فيها، لا سيما الدول والهيئات العالمية التي تقول إنها تدعم حريات الشعوب واستقلالها، وتدعم قيم العدالة وحقوق الإنسان، والقانون الدولي وغيرها من الشعارات البراقة.
ثامنا: نصرة المجاهدين لها وسائل مختلفة، وتقع على كل واحد من موقعه، وحسب قدرته وتخصصه، بدءًا بالنصرة بالكلمة، ونشر الوعي الصحيح، ودحض الأكاذيب والأراجيف والرد على المخذلين والمثبطين والقاعدين، إلى النصرة بالمال والدواء والمعدات الطبية ولوازم النجدة والإغاثة إلى النصرة بوسائل الإعلام وغيرها من الوسائل.
تاسعا: ندعو الأمة الإسلامية، وعلى رأسها العلماء، لا سيما أولئك الذين شدّوا عن موقف الأمة الجامع إلى تجديد التوبة والأوبة إلى الله تعالى، وإلى العودة إلى الدين عقيدة وشريعة، وإلى الصحوة من غفلة الدنيا والركون إليها، وإلى مداواة النفوس والقلوب من عللها وأمراضها، ليتنزل النصر المنتظر على هذه الأمة. ونذكرهم بواجبهم في بيان حكم الشرع في هذه النصرة، وأنه لا يجوز التخلف أو التأخر عنها.
عاشرا: ندعو عامة المسلمين إلى ملازمة التضرع والدعاء بأن يكتب الله النصر للمجاهدين، وأن يحفظ أهلنا في غزة وفلسطين من إجرام المجرمين، وأن يجعل موتاهم في عليين، وفي عداد الشهداء والصالحين، وأن يدحر هذا العدو الغاشم على أيدي المؤمنين.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرُكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7]
الجمعة 5 ربيع الآخر 1445هـ الموافق 20 أكتوبر 2023م
المجلس العلمي وهيئة الاستشارات بالمؤسسة