المؤتمر الدولي الثاني حول موضوع: “العلوم الإسلامية من الرصيد التاريخي إلى التفعيل الحضاري”
مزمع انعقاده شهر شعبان 1443ه/مارس 2022
ديباجة:
بالاعتماد على أدوات التحليل التاريخي والنفسي والاجتماعي؛ قدّم الأستاذ الكبير والمفكّر القدير مالك بن نبي -رحمه الله- تفسيراً لنشوء الحضارة، من أهم مرتكزاته «الفكرة الدينية»، فاعتبر أنها ذات الأثر الأبرز في تكوين الحضارة، واستمرارها، لأنها تشحذ المجتمع بالهدف والغاية، وتجعل الحياة ذات دلالة ومعنى، فضلاً عن كونها تروّض الغرائز، وتمنح العقل معالم هادية للتفكير والتدبير.
وهذا الذي نظّر له الأستاذ مالك رحمه الله؛ تمثّل في قصة الحضارة الإسلامية بأجلى التمثّلات وأوضحها، فكان الإسلام بما حمله من أفكار وغايات حيّة، ومستحيية؛ الإضافة النوعية التي جعلت الإنسان السابق على الحضارة (الإنسان الفطري) إنسانًا متحضّراً، وجعلت تلك القبائل العربية البدوية المشتّـــتة أمّةً واحدة، ثم حضارة رائدة.
وإذا كان كذلك؛ فإنّ العلوم الإسلامية هي المنظومة المعرفية التي دارت عليها الفكرة الدّينية الإسلامية، فهذه العلوم هي التي استكشفت معاني الإسلام ومقاصده، ثم كشفت عنها، وفسّرتها، وقرّبتها. وكانت منظومةً فريدةً من طرازها، متميّزة عن كلّ مثال سابق أو نموذج لاحق، بخصائص استمدادية، ومنهجية، وغائية متفردة، جعلتها ولاّدةً ومنتجةً للنظريات والعمليات المثلى في معظم المجالات الحيوية.
وكان كلّما أصاب الأمة والحضارة شيءٌ من الوهن والاختلال؛ عمدت إلى إحياء علوم الدّين، أي منظومة العلوم والمعارف الإسلامية، بحيث تُبعث من الرقود، ويُطرد عنها البرود والجمود، وتصفّى ممّا عَلِق وعُلّق بها من أغلاث الموت والإماتة، إماتة الإرادة الحضارية، إماتة الحركة الحضارية، إماتة التجديد الحضاري، إماتة التدافع الحضاري، حتى يصل الأمر إلى إماتة الذات الحضارية كلية. فكان استحياء الحضارة من جديد دائرًا كلّ مرّة على استحياء علوم الدّين من جديد.
في الضفة المقابلة للتحضّر الإسلامي، وبينما كان المسلمون يعيشون ويؤسّسون لعصر الحكمة والأنوار، وينشرونه في الأصقاع التي بلغتها دعوتهم؛ كانت تلك الضفة تعيش عصر الظلمات، وكان الدّين والتديّن عنصراً مميتاً، ومخدّراً، أو هكذا زعموا، فهي مسألة للتحقيق، وتحتمل الكذب على التاريخ، لتسويغ القطيعة التي أُحدِثَت مع كلّ ما هو ديني، وإلاهي، وروحي، وغيبي، ونبوي. فقامت مدنية غربية وأخرى تغريبية على عقيدة وفلسفة قديمة جديدة، ألا وهي: «عبادة العِجْل»، الرامزة إلى إنكار الألوهية الحقة، والاستعاضة عنها بتأليه المادة، وتعبيد الإنسان لغرائزة الجامحة، بلا قيد أو ضابط.
ولم يكن لهذه العقيدة والفلسفة أن تقوم وتستديم إلاّ بالعولمة والتعميم، مع طرد الدّين القويم، والتديّن الواعي والرصين، ومحو ما يمتّ إليه بعلة أو سبب، ولم يجد نابلُهم خيرًا من منظومة العلوم الإسلامية مرمًى لغايته الهدّامة.
ولئن كان ذلك سياقا من خارج؛ فالسياقات الذاتية، والداخلية، والبنيوية، وشروط البيئة المحيطة؛ ضليعةٌ بشكل مباشر وحاسم جدّا، فيما آلت إليه منظومة العلوم الإسلامية من عدم الفاعلية الحضارية، وهذا حكم نستجيز السبق إلى تقريره، لنعدّه إشكالية هذا المؤتمر، التي نقترح الوقوف عليها بالتشخيص والتحليل المتشعّب، والمتعدّد المناحي، بغية الخلوص إلى اقتراح رؤًى جديدة، وأهداف جديدة، ومضامين جديدة، ومناهج وآليات جديدة، تستعيد بها العلوم الإسلامية قدرتها على الفاعلية الحضارية.
إشكالية المؤتمر:
نلخص هذه الإشكالية في سؤال جوهري، وهو:
كيف نمكّن العلوم الإسلامية بمفهومها الأكاديمي التخصصي، من مواجهة التحديات المعاصرة، انطلاقا من الرصيد التاريخي الكبير، لتسهم في تحقيق الفعالية الحضارية مجددا؟
أمّا الإشكالات الفرعية فهي التي تعبر عنها الأهداف التالية:
أهداف المؤتمر:
1/ تعريف العلوم الإسلامية وبيان نشأتها، وأنواعها، واستمدادها، وتطورها، ومجالات تأثيرها.
2/ استعراض وتحليل الدور التاريخي للعلوم الإسلامية في بناء المعرفة الدينية التي أسهمت في تحقيق الريادة.
3/ الوقوف على الواقع الرّاهن للعلوم الإسلامية تشخيصا وتحليلا لأهم الإنجازات، والتّحديات، مع التركيز على التجربة الجزائرية منذ الاستقلال إلى اليوم.
4/ وضع معالم وسبل الارتقاء بالعلوم الإسلامية، لتفعيل دورها في تحقيق نهضة علمية واعدة، على مستوى الرؤى والتصورات، وعلى مستوى الأساليب والمنهجيات والآليات «DIDACTICS».
5/ اقتراح برامج ومشاريع وخطط عملية قابلة للإنجاز والتفعيل، على أصحاب المبادرات وصنّاع القرار، خاصة في جانبين مهمّين: تدريس العلوم الإسلامية في مستوى التعليم العالي، وكذا مجالات البحث العلمي الجامعي التّكويني، وكذا التابع لمراكز البحث المستقلّ عن الجامعة.
محاور المؤتمر:
المحور الأول: التعريف بالعلوم الإسلامية.
1/ تقاسيم العلوم عند المتقدّمين والتعريف بعلوم الوحي.
– العلوم الإسلامية بمفهومها الواسع.
– العلوم الإسلامية بمفهومها الأكاديمي التخصصي المعاصر.
2/ أنواع العلوم الإسلامية:
– علوم الآلة.
– علوم المناهج.
– علوم الغاية.
3/ نشأة العلوم الإسلامية، وميزاتها:
– النشأة: (الاستمداد، خصائص البيئة المحيطة [الحالة السياسية والاجتماعية والثقافية]، التدوين والتصنيف، التطور …)
– الميزات: (المنظومية المعرفية الشاملة، تبلورها في شكل مدارس، التوالد والتشعّب، غزارة التأليف والتصنيف، التعمير طيلة قرون، القدرة على تأطير الواقع …).
المحور الثاني: الدور التاريخي للعلوم الإسلامية في بناء المعرفة الدينية التي أسهمت في تحقيق الريادة.
1/ مجالات تأثير العلوم الإسلامية في التاريخ الإسلامي.
– العلوم الإسلامية والفرد.
– العلوم الإسلامية والمجتمع.
– العلوم الإسلامية والدولة.
– العلوم الإسلامية والحضارة.
– العلوم الإسلامية والعلاقات الدولية والإنسانية.
2/ أثر العلوم الإسلامية في بناء حضارة المسلمين.
– العلوم الإسلامية وتدبير الشأن السياسي.
– العلوم الإسلامية والقانون والقضاء.
– العلوم الإسلامية والاقتصاد.
– العلوم الإسلامية والمجتمع.
– العلوم الإسلامية والفنون.
المحور الثالث: العلوم الإسلامية في الواقع المعاصر: تشخيص وتحليل.
1/ تشخيص الواقع.
أ. واقع التعلّم والتعليم المعاصر للعلوم الإسلامية:
– واقع المؤسسات الحاضنة.
– واقع المناهج والمقررات.
– واقع المخرجات: النموذج المتخرج، الحصائل الدراسية، مكتبة الرسائل والأطروحات الجامعية.
– واقع المناهج بين الماضي والحاضر.
ب. بين مقاصد العلوم وتاريخ العلوم.
ج. واقع البحث العلمي، والتأليف.
2/ تحليل الأسباب.
أ. التحديات الخارجية.
ب. التحديات الداخلية.
المحور الرابع: تفعيل العلوم الإسلامية للخروج من الأزمة المعرفية والمأزق الحضاري.
1/ سبل الارتقاء بطرق تعلّم وتعليم العلوم الإسلامية.
– الشروط المطلوبة في البيئة المحيطة: سياسيا، واجتماعيا، وثقافيا.
– أهداف تدريس العلوم الإسلامية.
– الشرائح والفئات المستهدفة.
– المخرجات: مواصفات ومعايير.
– إصلاح وتطوير مناهج وأساليب التدريس.
– المؤسسات الحاضنة لتعليم العلوم الإسلامية: رؤية جديدة.
-التعليم الالكتروني: أي أفق؟
2/ تفعيل العلوم الإسلامية في مجالات الحياة المعاصرة.
– العلوم الإسلامية ونظرية المعرفة.
– العلوم الإسلامية والتدبير السياسي.
– العلوم الإسلامية والقانون والقضاء.
– العلوم الإسلامية والاقتصاد.
– العلوم الإسلامية والمجتمع.
– العلوم الإسلامية والفنون.
3/ دراسة وتقييم الجهود الحديثة في القرنين الماضيين، التنظيرية والتطبيقية، الفردية والجماعيّة، لتجديد وتفعيل العلوم الإسلامية.
4/ عرض تجارب ونماذج وإنجازات رائدة في تفعيل العلوم الإسلامية: وصف وتعريف.
شروط المشاركة:
1/ تقديم ملخصات وافية، تتضمن الفقرات الآتية: الإشكالية، أهداف البحث، الخطة التفصيلية، النتائج المتوقعة، أهم المراجع.
2/ أن تكون المشاركة ضمن محور من المحاور.
3/ ألا يكون العمل قد سبق المشاركة به في فعالية علمية أخرى.
3/ تخضع المشاركات لعملية تقييم وفق معايير جادة، وعلى ضوئها تُرتّب حسب الجودة والأهمية، ومراعاة الحاجة لاستيعاب جميع المحاور.
4/ إرفاق السيرة الذاتية للباحث.
5/ المشاركات الدولية ستكون عن طريق الوسائط الالكترونية: zoom; google meet
6/ في حال استمرار الحجر الصحي على التجمعات والفعاليات العلمية وطنيا، ستكون جميع المشاركات بالبث الالكتروني.
7/ يتم قبول 12 محاضرة (30د لكل محاضرة) تقدم للحضور في القاعة الأساسية، و36 مداخلة (15د)، تقدم في ست ورشات مرافقة للمؤتمر في نفس الوقت.